2014/06/04

اقتصاديات اخرى امر ممكن الانتظام من اجل اقتصاد تعاوني وتضامني

اقتصاديات اخرى امر ممكن الانتظام من اجل اقتصاد تعاوني وتضامني



ايثان ميللر؛ موقع دولارت وفهم
9 سبتمبر 2006. 
هل يمكن لآلاف من المشاريع الاقتصادية المتناهية الصغر، الغارقة في المحلية، المتنوعة ان تشكل اساسا لبديل ديموقراطي قابل للحياة وبديل للرأسمالية؟ ربما لا يبدو انه من المرجح ان سلسلة من الشامي والمغربي لمبادرات مثل تعاونيات العمال والمستهلكين وتعاونيات الاسكان، وجمعيات المعاونة الذاتية في الاحياء، والعملات المجتمعية، وحدائق الحضر، ومنظمات التجارة العادلة، والمجتمعات القصدية يمكنها ان تمسك شمعة وتشق مسارا ضد الاقتصاد الرأسمالي الخارق البادي القوة والبأس. تلك "الجزر من البدائل في بحر الرأسمالية" هي على الاغلب صغيرة المقياس، واقل من ان تربط عملها برؤى هيكلية اوسع واكثر تماسكا لاقتصاديات بديلة. 

حقا، في السعي من اجل بدائل للرأسمالية، المشاريع الاقتصادية الديموقراطية القائمة تأخذ بشكل متكرر صبغة انها ممارسات نبيلة ولكن هامشية، محكوم عليها بالانكسار امام قوى السوق او الالتهام. ولكن هل هذا حتمي؟ اليس من الممكن ان يضع النشطاء القاعديون الاقتصاديون الشجعان والمخلصون في انحاء العالم، صياغة لمسارات تفي باحتياجات طوائفهم الاجتماعية بينما تتعهد بالرعاية نمو الديموقراطية والعدالة، تزرع بذور اقتصاد اخر فيما بيننا؟ هل يمكن لعملية شبكات افقية، تصل ما بين بدائل ديموقراطية متنوعة ومنظمات تغيير اجتماعي معا في شبكات اعتراف ودعم متبادل، وتنبثق منها حركة اجتماعية ورؤية اقتصادية قادرة على تحدي النظام الرأسمالي العالمي؟

بالنسبة لتلك المقترحات الجريئة، النشطاء الاقتصاديون حول العالم الذين ينتظمون تحت لافتة "اقتصاد التضامن"، سوف يجيبون "بنعم" عالية رنانة! انها بالضبط تلك الخبرات المبتكرة من اسفل الى اعلى للانتاج والتبادل والاستهلاك التي تبني اسس ما يطلق عليه العديد من الناس "ثقافات واقتصاديات جديدة للتضامن". 

اصول مقاربة اقتصاد التضامن

ظهرت فكرة وممارسة "اقتصاد التضامن" في امريكا اللاتينية في منتصف الثمانينات وازدهرت في الفترة من منتصف الى اواخر التسعينات، مستخلصة من ثلاث اتجاهات اجتماعية على الاقل. الاول، الاستبعاد الاقتصادي الذي عانت منه اقسام متنامية من المجتمع، تولدت من الديون الثقيلة وبالتبعية برامج التعديل الهيكلي التي يفرضها صندوق النقد الدولي، هذا الاستبعاد اجبر العديد من الطوائف الاجتماعية الى تطوير وتقوية وسائل ابداعية ذات استقلال ذاتي ومنزرعة محليا للوفاء بالاحتياجات الاساسية. وتضمن ذلك مبادرات مثل تعاونيات العمال والمنتجين، وجمعيات الاحياء والطوائف الاجتماعية وهيئات الادخار والائتمان، والمطابخ الجماعية، ومنظمات المعونة المتبادلة للعمال العاطلين والعمال بلا ارض. 

ثانيا، السخط المتنامي مع ثقافة اقتصاد السوق المهيمنة ادت بمجموعة من الناس الاكثر تميزا اقتصاديا للبحث عن وسائل جديدة لتخليق سبل معيشة ورزق وتوفير خدمات. من "الثقافة المضادة" المتسعة للطبقة الوسطى – المماثلة لتلك في الولايات المتحدة منذ الستينات – ظهرت مشاريع مثل تعاونيات المستهلكين، مبادرات رعاية الاطفال والرعاية الصحية التعاونية، تعاونيات الاسكان، والمجتمعات القصدية، والقرى البيئية. 

كان هناك غالبا اختلافات طبقية وثقافية ذات وزن بين هاتين المجموعتين. ورغم ذلك، المبادرات التي تولدت منهما اشتركت كلها في مجموعة مشتركة من القيم العملية: التعاون، الاستقلال الذاتي عن السلطات المركزية، الادارة الذاتية التشاركية بواسطة اعضاءها. 

كانت هناك غالبا اختلافات طبقية وثقافية ذات مغزى بين هاتين المجموعتين. رغم ذلك، المبادرات التي انتجتها تلك المجموعات تشاركت كلها في مجموعة مشتركة من القيم العملية: التعاون، الاستقلال الذاتي عن السلطات المتمركزة، ادارة ذاتية تشاركية بواسطة اعضائها. 

عمل اتجاه ثالث على وصل الانتفاضات القاعدية للمجموعتين من اجل التضامن الاقتصادي بين كل منها والاخر ووصل السياق الاجتماعي الاقتصادي الاوسع: انشاء حركات محلية ومناطقية بدأت في صياغة اتصالات كوكبية في معارضة لقوى العولمة النيوليبرالية والعولمة الاستعمارية الجديدة. سعيا من اجل ايجاد بديل ديموقراطي لكلا من العولمة الرأسمالية واشتراكية الدولة، تلك الحركات تعرفت على مشاريع اقتصادية قائمة على اساس المجتمعات المحلية كعناصر اساسية للتنظيم الاجتماعي البديل. 

في اللقاء اللاتيني الاول للتضامن الثقافي والاجتماعي الاقتصادي، المقام في ١٩٩٨ ببورتو اليجري بالبرازيل، مساهمون من البرازيل والمكسيك والارجنتين وبيرو ونيكاراجوا وبوليفيا وكولومبيا واسبانيا خلقوا شبكة التضامن الاقتصادي لامريكا اللاتينية. اعلنت الشبكة في بيانها "لاحظنا ان خبراتنا ذات سمات مشتركة كثيرة: العطش للعدل، منطق التشارك، الابداع، عمليات الادارة الذاتية والاستقلال الذاتي". بوصل تلك الخبرات المشتركة معا في دعم متبادل، اعلن المشاركون، سوف يكون ممكنا العمل نحو "تضامن اجتماعي اقتصادي كطريقة حياة تحيط بكامل حياة الكائن البشري". 

ومنذ ١٩٩٨، هذه المقاربة لاقتصاد التضامن تطورت الى حركة كوكبية. المنتدى الاجتماعي العالمي الاول في ٢٠٠١ كان علامة على خلق الشبكة الكوكبية للاقتصاد الاجتماعي التضامني، الذي تشكل في جانب كبير منه بمجموعة عمل دولية للتحالف من اجل عالم متحد وجماعي ومسئول. بحلول عام ٢٠٠٤ في المنتدى الاجتماعي العالمي في مومباي بالهند، نمت شبكة العمل الدولية لتتضمن ٤٧ شبكة عمل لاقتصاد التضامن اقليمية ووطنية من كل قارة تقريبا، تمثل عشرات الالاف من المبادرات الاقتصادية القاعدية الديموقراطية في انحاء العالم. في المنتدي الاجتماعي العالمي الاخير بفنزويلا، موضوعات اقتصاد التضامن شكلت ما يقدر بثلث برنامج الحدث بأكمله. 

تعريف اقتصاد التضامن

بماذا نقصد بالضبط "بمقاربة اقتصاد التضامن"؟ بالنسبة لبعض منظري الحركة، المقاربة تبدأ بإعادة تعريف الساحة الاقتصادية نفسها. الرواية الكلاسيكية المحدثة السائدة تصبغ الاقتصاد كساحة منفردة يسعى اللاعبون في السوق (المشاريع او الافراد) الى تعظيم مكاسبهم في سياق ندرة الموارد. هؤلاء اللاعبون يلعبون مسرحياتهم الساعية لتحقيق الارباح تلك على مسرح تحيط اركانه بالكامل ديناميكيات السوق والدولة. في معارضة لتيار هذه المقاربة الضيقة، اقتصاد التضامن يحتضن رؤية جماعية ثقافية للاقتصاد كساحة مركبة من العلاقات الاجتماعية ينتج فيها الافراد والمجتمعات والمنظمات سبل معيشتهم عبر وسائل مختلفة متعددة وبدوافع وطموحات مختلفة متعددة -- وليس فقط تعظيم المكسب الفردي. في هذه الرؤية، النشاط الاقتصادي المحقق بواسطة الاقتصاديين الكلاسيكيين الجدد يمثل فقط قشرة ضئيلة من الجهود البشرية للوفاء بالاحتياجات واشباع الرغبات. 

ماذا يحافظ على استمرارنا حقا عندما تغلق المصانع، او عندما ترتفع مياة الفيضان، او عندما يكون مبلغ سداد الدين غير كامل؟ في مواجهة فشل السوق والدولة، نظل على قيد الحياة بواسطة علاقات منظمة ذاتيا للرعاية والتعاون والحميمية. رغم السبل التي تولد الثقافة الرأسمالية وتحشد بها دوافع التنافس والانانية، تبقى الممارسات الاساسية للتضامن البشري هي المؤسسة التي يقوم على قواعدها المجتمع والطوائف الاجتماعية. الرأسمالية، في الواقع، تستمد هيمنتها في جزء ليس صغيرا من قدرتها على استخدام واستعمار علاقات التعاون والمعونة المتبادلة تلك. 

بتوسيع ما يمكن الاعتداد به كجزء من "الاقتصاد"، اقتصاد التضامن يردد صدى منابع اخرى من الفكر الاقتصادي الراديكالي المعاصر. الاقتصاديون الماركسيون مثل ستيفان ريزنيك وريتشارد وولف، مثلا، يطرحان ان "انماط متعددة من الانتاج" تتعايش مع نمط العمل المأجور الرأسمالي. الاقتصاديون النسويون استعرضوا كيف ان المفاهيم الكلاسيكية الجديدة قد اخفت واهدرت قيمة اشكال اساسية من العمل لاجل البقاء والعيش ومن اجل رعاية الاخرين وهو العمل الذي تقوم به المرأة عادة. عالمة الجغرافيا الاقتصادية النسوية جيه كيه جيبسون جراهام، في كتابها نهاية الرأسمالية (كما عرفناها) (١٩٩٨) وفي كتابها سياسات ما بعد الرأسمالية (٢٠٠٦)، تقوم بتركيب منابع الفكر تلك والمنابع الاخرى فيما تسميه "منظور الاقتصاد المتنوع". وبينما تخاطب هموم محورية في مقاربة اقتصاد التضامن، تسأل، "اذا ما نظرنا الى المشهد الاقتصادي كما يستعمرونه بشكل غير متقن، وينمطونه ويمنهجونه، قد لا نجد ثغرات لنفتتح بها مشاريع لابتكارات غير رأسمالية؟ وبينما قد لا نجد سبلا لبناء مجتمعات وطوائف اجتماعية مختلفة، هل نبني فوق ما هو قائم فعلا؟"

فعليا، المهمة الاولى لاقتصاديات التضامن هو ان نعرف الممارسات الاقتصادية القائمة -- غالبا ما تكون غير مرئية وهامشية تحت العدسة السائدة -- تلك الممارسات التي تبني التعاون والكرامة والانصاف والتقرير الذاتي للمصير، والديموقراطية. كما تشير كارولا راينتيس من جمعية التجارة العادلة الاسبانية لمبادرة الاقتصاد البديل والتضامني، "اقتصاد التضامن ليس قطاعا في الاقتصاد، ولكنه مقاربة افقية تتضمن مبادرات في كل القطاعات الاقتصادية". هذا المشروع يقطع الخطوط التقليدية للرسمي/الغير رسمي، للسوق/والغير سوق، الاجتماعي/الاقتصادي بحثا عن ممارسات تقوم على قواعد التضامن في الانتاج، والتبادل، والاستهلاك -- تتراوح من تعاونيات العمال المؤسسة بشكل قانوني، التي تشتبك مع السوق الرأسمالي بالقيم التعاونية، الى شبكات الهبة في الاحياء القائمة على الحميمية بين الافراد. (انظر "خريطة اقتصاد التضامن" ص ص ٢٠-٢١). في مؤتمر عام ٢٠٠٠ بدبلن حول "القطاع الثالث" (قطاع "التطوع"، معارضة للقطاع والدولة الهادفين للربح)، الناشطة البرازيلية انا ميرسيدس سارريا ايكازا وضعت الامر بهذه الطريقة، "عند الحديث عن اقتصاد التضامن نحن لا نتكلم عن شيئ منمط شامل يحمل صفات متشابهة. فعليا، يعكس شمول اقتصاد التضامن تعددية الساحات والاشكال، بالكثرة التي يمكن ان نسميها "الجوانب الشكلية" (الحجم الهيكل الحاكمية) كما نسميها في الجوانب النوعية (مستوى التضامن، الديموقراطية، الديناميكية، الادارة الذاتية)". 

اقتصاد التضامن، في جوهره، يرفض الحلول التي تناسب كل القضايا والمخططات الاقتصادية المفردة، محتضنا بدلا من ذلك، نظرة ترى ان التنمية الاجتماعية والاقتصادية يجب ان تحدث من اسفل الى اعلى، بشكل متنوع ومبدع يصوغها هؤلاء الذين يقع على كاهلهم معظم الاثر. وكما نص ماركوس اررودا من شبكة عمل اقتصاد التضامن في المنتدى الاجتماعي العالمي عام ٢٠٠٤، "اقتصاد التضامن لا ينهض به المثقفون ولا الافكار؛ انه حاصل الكفاح التاريخي الملموس للبشر حتى يعيشون ويتطورون بأنفسهم كأفراد وجماعات". وبالمثل، علق هنري ده روش، مستعرضا مقاربة اقتصاد التضامن في تباينها مع الرؤى التاريخية "لتعاونيات الكومنولث" "ان النزعة التعاونية القديمة كانت نزعة طوباوية في سعيها نحو ممارساتها والنزعة التعاونية الجديدة هي ممارسة تبحث عن طوباويتها". وليس على غرار كثير من مشاريع الاقتصاد البديل التي جاءت من قبل، اقتصاديات التضامن لا تبحث عن بناء نموذج وحيد للكيفية التي يجب ان نبني بها هيكل الاقتصاد، ولكنها بالاحرى تسعى وراء عملية ديناميكية من التنظيم الاقتصادي فيها المنظمات والطوائف الاجتماعية والحركات الاجتماعية تعمل لتتعرف على، وتدعم وتتصل وتخلق وسائل ديموقراطية تحررية للوفاء باحتياجاتها. 

سوف ينشأ النجاح فقط كناتج للتنظيم والنضال. "الممارسات المبتكرة على مستوى الاقتصاديات الصغرى يمكنها فقط ان تكون حية وذات فاعلية هيكلية من اجل التغيير الاجتماعي"، هذا ما قاله اررودا، "لو نسجوا مع بعضهم البعض من اجل تكوين شبكات عمل متعاونة تتسع بشكل دائم لتضم اخرين ولتكوين سلسلة تضامن للانتاج والتمويل والتوزيع والاستهلاك والتعليم والاتصال". ربما هذا هو قلب اقتصاديات التضامن -- عملية نسج شبكات عمل بين هياكل متنوعة تشترك في قيم مشتركة بطريقة تدعم احدهما الاخر. رسم خرائط للتضاريس الاقتصادية بمعايير "سلاسل انتاج التضامن"، يستطيع المنظمون بناء علاقات المعونة المتبادلة والتبادل بين المبادرات مما يزيد من حيويتهم الجماعية. في نفس الوقت، بناء علاقات بين المشاريع القائمة على التضامن والحركات الاجتماعية الاعرض يبنى دعما متزايدا لاقتصاد التضامن بينما يسمح لهذه الحركات ان توفي ببعض الاحتياجات الاساسية للمشاركين فيها، ويعرض بدائل قابلة للحياة، ويزيد هكذا من سلطة ومجال عملهم التحويلي هذا. 

في البرازيل، هذه الديناميكية تستعرضها حركة العمال الزراعيين بلا ارض. حركة العمال بلا ارض، كحركة عريضة وجماهيرية من اجل العدالة الاقتصادية والاصلاح الزراعي، قامت ببناء برنامجا قويا يجمع بين العمل الاجتماعي والسياسي وبين اقتصاديات قائمة على اسس التضامن والتعاونية. من تأسيس مستوطنات ديموقراطية تعاونية على ارض تم الاستيلاء عليها من مالكيها الاثرياء الغائبين الى تطوير تبادل الخدمات والانتاج بين المستوطنات عبر البلاد كلها، تساهم شبكات اقتصاد التضامن بشكل له وزنه في دعم بقاء اكثر من ٣٠٠ الف عائلة -- اكثر من مليون شخص. منتدى اقتصاد التضامن البرازيلي، الذي تشكل حركة العمال الزراعيين بلا ارض جزءا منه، يعمل بمقاييس اوسع حتى، ليدمج ١٢ شبكة عمل قومية ومنظمات ذات عضوية مع ٢١ منتدى تضامن اقليمي والاف المشاريع التعاونية لبناء انظمة معونة متبادلة، وتيسير التبادل، وخلق برامج حاضنة للتعاونيات، وتشكيل سياسات القطاع الاهلي. 

بناء حركة

طاقات بناء شبكات عمل صلبة من اجل الدعم والتبادل تقوم على التضامن سواء شبكات محلية او وطنية او حتى كوكبية هي طاقات هائلة الا انها نادرا ما تتحقق. بينما بعض البلدان، وابرزها البرازيل والارجنتين وكولومبيا واسبانيا وفنزويلا قد خلقت شبكات اقتصاد تضامن قوية مرتبطة بحركات محلية متنامية، الا ان البلدان الاخرى نستطيع القول بصعوبة انها قد شرعت في ذلك. الولايات المتحدة هي مثال على ذلك. باستثناء الائتلاف الزراعي، وهي منظمة تضامن زراعي عبر الحدود المكسيكية الامريكية، تكاد ان تكون الولايات المتحدة تقريبا غائبة عن النقاش الكوكبي حول اقتصاديات التضامن. ربما يكون من الاصعب بالنسبة لهؤلاء في "فم الاسد" ان يتصوروا بدائل ممكنة للرأسمالية. هل ممارسات الاقتصاديات البديلة بشكل ما هي غير مرئية، او اكثر عزلة، في الولايات المتحدة اكثر منها في الاجزاء الاخرى من العالم؟ وهل ببساطة عدد مبادرات الاقتصاد التضامني اقل من تنسج شبكات عمل؟ ربما. ولكن الاشياء تتغير. عدد متزايد من المنظمات الامريكية، والباحثين والكتاب والطلاب والمواطنين المهتمين في الولايات المتحدة يتساءلون عن جدارة الدوجما الاقتصادية الرأسمالية ويستكشفون البدائل. موجة جديدة من التنظيم الاقتصادي القاعدي ترعى الجيل التالي من تعاونيات العمال، ومبادرات العملة المجتمعية، وتعاونيات وجماعات الاسكان، ومشاريع حدائق المجتمع المحلي، وحملات التجارة العادلة، وشركات الوصاية للاراضي المجتمعية، ودور الكتب الاناركية ("دكاكين المعلومات")، والمراكز المجتمعية. 

المجموعات التي تعمل في مشاريع متماثلة تخلق قنوات بين بعضها البعض. مئات من العمال-الملاك من مجالات عمل تعاونية متنوعة عبر الامة، مثلا، سوف يتجمعون في مدينة نيويورك في اكتوبر هذا العام في اللقاء الثاني للفدرالية الامريكية تعاونيات العمال (انظر ص 9). في ميدان التنظيم عبر القطاعات، يعمل ائتلاف عريض من المنظمات على خلق فهرس عام شامل لاقتصاد التعاون والتضامن في الولايات المتحدة وكندا كأداة لنسج شبكات العمل والتنظيم. 

انه ليس جنوحا في الخيال ان نتصور، خلال الخمس الى العشر سنوات التالية، "قمة امريكية لاقتصاد التضامن" تنعقد بحضور الاف عدة من المشاريع الاقتصادية القاعدية الديموقراطية في الولايات المتحدة لانتاج هوية مشتركة اقوى، ولبناء علاقات، ووضع ارضية للعمل لتحالف اقتصاد التضامن في الولايات المتحدة. ابتعدوا يا مدراء البزنس التنفيذيين من حول المائدة المستديرة!

هل هي امنيات؟ ربما لا. بكلمات الاقتصادي الارجنتيني والمنظم خوسيه لويس كورراجيو، "حيوية التحول الاجتماعي نادرا ما تكون واقعا، انها، بالاحرى، شيئا ما يجب ان نقوم ببناءه". انه نداء للعمل والتحرك. 


ايثان ميللر هو كاتب وموسيقي ومزارع اكتفاء ذاتي من اجل البقاء، ومنظم. عضو تعاونية والجماعية الموسيقية "ناس الشغب" يعيش ويعمل في تعاونية العون المتبادل القائم على الارض في جرين، بماين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق