2012/11/05

حاليل الشروق : اتحاد الشغل وتهمة «التسييس» هل تكون «الترويكا» الحاكمة هي الضحية؟


تحاليل الشروق : اتحاد الشغل وتهمة «التسييس» هل تكون «الترويكا» الحاكمة هي الضحية؟

الأحد 04 نوفمبر 2012 الساعة 09:06:23 بتوقيت تونس العاصمة


Slide 1
تونس ـ «الشروق»
طالب المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل بتحييد المؤسسة الأمنية عن التجاذبات السياسية وإرساء الأمن الجمهوري موقف الاتحاد المبدئي يأتي ردا على تهم التسييس التي دأبت بعض الأطراف توجيهها إليه.



وقبل ذلك أصدر الاتحاد الجهوي للشغل بقابس بيانا طالب فيه بوضع حد للتهميش والإقصاء الذي تعيشه ولاية قابس واستنكر بشدة لجوء الأمن الى العنف في الوقت الذي كانت تعيش فيه قابس أحداثا ومواجهات عنيفة وحادة..

ثم كان الموقف المعلن للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس ضد تنصيب رئيس محسوب على النهضة على بلدية صفاقس وكان الاتحاد الجهوي فاعلا أساسيا في الساحة.
ثلاثة أحداث هامة أبرزت الدور الاجتماعي والسياسي المهم للاتحاد العام التونسي للشغل الذي لا تزال الساحة الوطنية تعيش الآن على وقع مؤتمره للحوار الوطني والذي كان مجرد الاعلان عن موعده دافعا حقيقيا «للترويكا» الحاكمة للاعلان عن اقتراحها لموعد الانتخابات القادمة ـ بصرف النظر عن الحسابات التي تقف وراء ذلك الموعد ـ .

اتهامات

هناك اتهامات توجه اليوم الى الاتحاد العام التونسي للشغل بأنه صار طرفا فاعلا وحقيقيا في الحسابات السياسية وهي اتهامات ترى المركزية النقابية انها تهدف فقط الى انفراد من يوجهها بالحياة السياسية وإبعاد الاتحاد وتقليص دوره..

اليوم في تونس يدرك الجميع ان من النقاط السوداء للحياة السياسية هي حالة التشرذم الكبيرة مما أضعف المعارضة في مواجهة «ترويكا» حاكمة ظلت منذ انتخابها تؤكد انها وحدها صاحبة الأغلبية وذلك الضعف جعل الاتحاد العام التونسي للشغل يواصل الدور «المحوري» الذي لعبه منذ تأسيسه في أربعينات القرن الماضي وهو الدور الذي تواصل الى الآن.

الكثير من النقابيين تساءلوا الآن لماذا بعض الأطراف التي تتهم الاتحاد بالتسيس لم تجاهر باتهامها عندما كانت مقرات الاتحاد وعندما كانت الاتحادات الجهوية تدعو الى الاضرابات العامة وتحتضن التحركات قبل 14 جانفي 2011!!

لماذا ترتفع أصوات المتهمين اليوم؟


لا تخفي مصادرنا أن هناك أطرافا متعددة لها مصلحة في «تقزيم» الاتحاد العام التونسي للشغل وحصر نشاطه في زاوية محددة هي زاوية العمل النقابي الضيّق.
ومصلحة تلك الأطراف تقتضي عدم ممارسة الاتحاد لأي دور خارج دوره التقليدي في حين ان الاتحاد العام التونسي للشغل عاد حضوره قويا وفاعلا في الساحة الوطنية وهو ما تبرهنه الأحداث الأخيرة التي عرفتها جهات عديدة في بلادنا..

بعد حوالي سنتين من 14 جانفي وجد الاتحاد العام التونسي للشغل نفسه في مقدمة التحرّكات الشعبية ووجد الأهالي في الجهات ملاذا لهم في الهياكل النقابية بالرغم من «تطوّر» حضور بعض الأحزاب السياسية على الساحة خلال الفترة الماضية بفعل عوامل عديدة لكنها ـ أي الأحزاب ـ لا تملك الحضور القوي للاتحاد لدى كل الفئات والشرائح الشعبية.

دور

هنـــــاك مؤشرات الآن تؤكد ان الاتحاد العام التونسي للشغل والنقابييـــــــن سيكون لهم دور مؤثر في الانتخابـــــــات القادمة وهذا الدور حتمتـــــه عوامل كثيرة وعديدة برزت منذ صعود «الترويكا» الى الحكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق