2012/11/20

اتحاد الشغل والحكومة والانتخابات

 اتحاد الشغل والحكومة والانتخابات

الأحد 18 نوفمبر 2012 الساعة 11:03:59 بتوقيت تونس العاصمة


Slide 1
ت
في الوقت الذي ينشغل فيه الشارع السياسي باشاعات التحوير الوزاري الذي يبدو أنه صار مطلبا شعبيا. تساءلت بعض الالسن حول حقيقة أن يكون الاتحاد العام التونسي للشغل ـ أكبر قوة اجتماعية ـ ممثلا في حكومة التحوير المنتظر...


يأتي هذا التداول على خلفية أن «الترويكا» تسعى الى توسيع المشاركة في الحكم لاعتبارات كثيرة يؤكّدها الواقع السياسي والاجتماعي الذي صارت تعرفه بلادنا بعد عام على انتخابات 23 أكتوبر.

التساؤل طرح لكن الاجابة كانت أسرع ومن مصادر نقابية عالية المستوى وهي أن الاتحاد العام التونسي غير معني بأي تحوير وزاري وغير معني بالمشاركة في أية حكومة وأنه فوق كل الحسابات والتجاذبات السياسية.

بعد 14 جانفي 2011 كان الاتحاد العام التونسي للشغل في حوار مباشر مع الوزير الاول حينها محمد الغنوشي وكان الاتحاد الطرف الاكثر قوة على الساحة وكانت المشاورات قد أفضت الى مشاركته في الحكومة عبر ترشيحه لكفاءات منهم حسين الديماسي وأنور بن قدور لكن القيادة النقابية عدلت عن موقفها وسحبت مرشحيها وأعلنت أنها غير معنية بالمشاركة في الحكومة... كانت حكمة من قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل ولكن كانت هناك أطراف في الحكومة حينها ـ والآن هي في المعارضة ـ تعمل على ابعاد الاتحاد من دائرة التأثير السياسي فقد كانت لها حسابات أخرى تلاشت بفعل التجاذبات التي ظهرت بعد ذلك.

توازن

يؤكد المتتبعون للشأن الوطني اليوم أن الاتحاد العام التونسي للشغل لا يزال يحافظ على دوره كقوة تحرك فاعلة في الساحة الاجتماعية والسياسية وعندما برزت أحداث غزة والعدوان عليها تفاعلت كل التيارات السياسية ومكونات المجتمع المدني مع دعوة الهياكل النقابية وكانت ساحة محمد علي دائما هي نقطة الانطلاق ومكان التجمع وفضاء رفع الشعارات.

كان الدور السياسي للاتحاد العام التونسي للشغل منذ تأسيسه الدور الاهم في حركة التحرر الوطني تم في بناء الدولة المستقلة ثم في كل حراك سياسي واجتماعي عاشته تونس على مرّ أكثر من نصف قرن.

قليلون يدركون اليوم أن أي توازن في الساحة السياسية لن يكون ممكنا دون الاتحاد العام التونسي للشغل الذي كان دائما خارج دائرة السلطة والحكم ولكنه داخل دائرة التأثير القوي والمباشر.

انتخابات

في تصريحاته السابقة أكّد الأمين العام حسين العباسي أن الاتحاد ليس معنيا الآن بالسباق الانتخابي ولكنه معني بشكل مباشر بشفافية الانتخابات ونزاهتها ومعني بضرورة تحديد واعلان موعدها وفي ذلك رسالة مباشرة الى أصحاب القرار الآن والى «الترويكا» الحاكمة.

هناك أطراف داخل السلطة وخارجها تعرف مدى التأثير الحقيقي للاتحاد العام التونسي للشغل لذلك تعمل جديا على حصر دوره في دائرة ضيقة وفي الجانب الاجتماعي لكن الساحة السياسية اليوم تحتاج فعلا الى دور الاتحاد العام التونسي للشغل المؤتمن على أهداف الثورة ووحده القادر على تحقيق التوازن في ساحة سياسية تهزها التجاذبات من كل جانب.

إن قوة الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم كما بالأمس في قدرته على القيام بدوره... فقد كان الاتحاد في زمن أمينه العام الحبيب عاشور لاعبا سياسيا بارعا خاض كل المعارك وكان الاتحاد دائما ورقة ضغط ضد السلطة والنظام.
اليوم تدرك قيادة الاتحاد تجاذبات اللعبة وتجاذبات المرحلة فاختارت أن تبقى فوقها وتجعل حسابات السياسيين في التسلل.
                                                                                                  الشروق التونسية 18 نوفمبر 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق