2012/04/24

اليوم انطلاق محاكمة العصابة الإرهابية المسؤولة عن أحداث الروحية


خلفت استشهاد عنصرين من الجيش ومقتل إرهابيين


اليوم انطلاق محاكمة العصابة الإرهابية المسؤولة عن أحداث الروحية

علمت «الصباح» من مصادر حقوقية مطلعة أن الدائرة الجنائية بالمحكمة العسكرية الابتدائية الدائمة بالكاف ستباشر بداية من اليوم الثلاثاء النظر في ما عرفت بأحداث الروحية التي انحصرت الشبهة فيها في سبعة متهمين بينهم اثنان من ليبيا بحالة إيقاف وخمسة آخرين من جنسيات عربية مختلفة بحالة فرار بينهم التونسي نبيل السعداوي المنتمين لما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
وكانت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف العسكرية بالكاف نظرت قبل أسابيع في هذه القضية التي باشرها حاكم التحقيق العسكري بالكاف واستمع خلال التحقيقات فيها إلى أهالي الشهيدين والمتضررين في اطار قيامهم بالحق الشخصي إضافة للعديد من الشهود العسكريين والمدنيين واجرى جميع الاعمال الفنية والميدانية من اختبارات على الأسلحة والمتفجرات والخراطيش وعرض جميع الجثث (4) على الطبيب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بكامل الدقة.

تسلل ثلاث سيارات

التحقيقات المجراة في القضية كشفت أن أحداث الروحية انطلقت إثر مطاردة لثلاث سيارات مشبوهة تسللت الى بلادنا عبر الحدود الجزائرية قبل أن يتسلل اثنان من الإرهابيين إلى منطقة وادي الروحية من عمادة الهرية الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات عن مدينة الروحية ثم محاولة الفرار نحو مكثر انطلاقا من محطة سيارات الأجرة بالروحية غير أن «سمسار» المحطة تفطن لهما لتنطلق المواجهات والاشتباكات بين عناصر من الجيش والحرس الوطنيين بعد فرارهما إلى منطقة وادي الروحية، مما أدى إلى استشهاد المقدم بالجيش الوطني الطاهر العياري الذي فارق الحياة قبل الوصول إلى مدينة مكثر والرقيب أول بالجيش وليد الحاجي الذي توفي قبل الوصول إلى سبيطلة وإصابة العريف بالجيش صغير المباركي بجروح خطيرة استوجبت خضوعه لعملية جراحية بمستشفى سليانة وإصابة مواطن يدعى صلاح زغدود برصاصة في اليد والاحتفاظ به تحت المراقبة بمستشفى سليانة إضافة إلى مقتل العنصرين الإرهابيين التونسيين سفيان بن عمر وعبد الوهاب حميد.

محاولة تفجير قنبلة يدوية

وبالعودة إلى تفاصيل الاشتباكات تبين أن شخصين قدما في حدود الساعة السادسة و55 دقيقة من صباح يوم 18 ماي 2011 إلى محطة سيارات الأجرة بالروحية يحملان حقيبتين واستفسرا عن سيارات الأجرة المتجهة نحو مدينة مكثر ولكن أثناء الصعود إلى سيارة الأجرة أصرا على الركوب جنبا إلى جنب ووضع الحقيبتين بالقرب منهما غير أن منظم المحطة طلب منهما وضع الحقيبتين في الصندوق الخلفي المخصص للبضائع فرفضا ثم طلبا منه نقلهما إلى بنزرت فأعلمهما بضرورة التوجه إلى العاصمة وطلب منهما الركوب ووضع الحقيبتين في الصندوق الخلفي فرفضا مجددا وامتنعا عن السفر ورابطا قرب الحائط.. حينها شك منظم المحطة في امرهما فسارع إلى جلب سكين صغير الحجم ثم تسلح بـ»بالة» وهددهما إن حاولا الهرب قبل أن يتصل بأعوان الأمن لإشعارهم بالأمر.
وكشفت الأبحاث أن أحد الإرهابيين وما أن لمح قدوم رئيس مركز الشرطة حتى سحب قنبلة يدوية كان يخفيها في جيبه وحاول استعمالها وعندما عجز سحب سلاحا ناريا من نوع كلاشينكوف من الحقيبة وفعل مرافقه نفس الشيء ثم سحبا حقيبة ولاذا بالفرار تاركين الحقيبة الثانية.
حينها قام عدد من الأهالي بمطاردتهما لمسافة قبل أن ينسحبوا خوفا من تعرضهم للطلق الناري بينما قام رئيس مركز الشرطة بإشعار السلط الأمنية بسليانة ومصالح الجيش والحرس التي حلت معززة بأكثر من مائة عون ومروحيتين لتعقب الارهابيين اللذين فرا نحو منطقة العريش الريفية الواقعة على مستوى وادي الروحية بعمادة الهرية على بعد نحو ثلاثة كيلومترات عن مدينة الروحية حيث وقعت اشتباكات عنيفة.

مقتل الإرهابيين

بعد هروب الإرهابيين نحو المنطقة الريفية المعروفة بالعريش تحولت تعزيزات كبيرة من قوات الجيش والحرس الوطنيين إلى عين المكان وطوقته قبل أن تدور اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل الإرهابيين وإصابة ثلاثة عسكريين توفي اثنان منهم وجرح مدني واحد.

حزام ناسف حول جثة الإرهابي

وبعد انتهاء الاشتباكات المسلحة حضرت وحدات خاصة على عين المكان لانتزاع حزام ناسف محاط بجثة أحد الإرهابيين، وقد تمت العملية بنجاح تام دون أن تتم عملية إبطال مفعوله أو تفجيره بينما تبين ان الجثة الثانية لم يكن بها حزام ناسف.
 وكان مصدر أمني مطلع ذكر لـ«الصباح» ان الأعوان عثروا أثناء المعاينة الموطنية على جوازي سفر مدلسين انتهت صلوحيتهما ويتضمنان هويتين وهميتين إحديهما تحمل اسم عبد العاطي وهو ليبي من درنة وعمره 34 سنة وطوابع دخول وخروج لليبيا والجزائر، وحسب ذات المصدر فإن الأعوان حجزوا حينها في إحدى الحقائب خريطة للجمهورية التونسية تتضمن عدة رموز لمواقع سياحية ببنزرت وطبرقة والحمامات ونابل وهو ما يرجح حسب مصدرنا ان الإرهابيين كانوا يخططون لضرب المواقع السياحية.

«سمسار» محطة «اللواجات» يكشف

الرجل الذي اكتشف حقيقة الإرهابيين.. لم يكن سوى السيد صالح حسني منظم محطة سيارات الأجرة بالروحية «سمسار» فلولا حسه الوطني والشكوك التي انتابته لما تم التفطن للإرهابيين اللذين كانا يخططان على ما يبدو لارتكاب أعمال تخريبية واعتداءات إرهابية ببلادنا.. هذا المواطن أدلى بشهادته لدى حاكم التحقيق العسكري كما تحدث إبان وقوع الاشتباكات لـ«الصباح» عن كل تفاصيل الواقعة فقال:» كانت الساعة تشير إلى السابعة إلا خمس دقائق من صباح يوم 18 ماي 2011 عندما حل شابان بمحطة سيارات الأجرة بالروحية يحمل كل منهما حقيبة، وبلهجة مضطربة وغير مفهومة استفسرا عن السيارة التي ستتوجه إلى مكثر فأشرت عليهما بالصعود إلى سيارة مكثر وطلبت منهما وضع الحقيبتين في الصندوق الخلفي ولكنهما رفضا، فاستربت من الأمر قبل أن أفاجأ بهما يعلمانني بأنهما قررا التوجه إلى بنزرت فطلبت منهما الصعود إلى السيارة المتوجهة نحو العاصمة ومن هناك التوجه إلى بنزرت، وعندما حاولا الصعود للسيارة طلبت منهما مجددا وضع الحقيبتين في الصندوق الخلفي ولكنهما رفضا وتراجعا إلى الخلف ورابطا تحت جدار المحطة».
 «الحقيقة أنني استربت من الامر حينها «-تابع محدثنا-» وحاصرتني الشكوك من كل جانب، وبحس وطني أدركت أن شيئا ما يخفيانه داخل الحقيبتين فتسلحت بسكين ثم بـ«بالة» وهددتهما من عواقب مغادرة المحطة أو الهروب ثم أشعرت مركز الشرطة بالجهة فحل رئيس المركز في الحين لأفاجأ بأحدهما يريد إدخال يده إلى جيبه لسحب شيء ما فأشعرت مجددا رئيس المركز الذي ما أن اقترب من الشخصين حتى سحب أحدهما قنبلة يدوية وحاول تفجيرها داخل المحطة ففر الجميع».
وأضاف السيد صالح في روايته:» قام الشخصان حينها بسحب رشاشين من نوع كلاشينكوف ثم حملا حقيبة وفرا تاركين الحقيبة الثانية فسارع المواطنون بمطاردتهما فيما اتصلت بعدد من مواطني الجهة القاطنين بالأحواز وطلبت منهم إطلاق النار في الهواء من بنادق صيد لترهيب الإرهابيين إلى أن حلت قوات الجيش والحرس وقضت عليهما بعد تبادل لإطلاق النار وبعد محاولة أحد الإرهابيين إسقاط مروحية عسكرية من خلال إطلاق النار باتجاهها ولكن قائدها نجح في تفادي الإصابة».
وذكر محدثنا انه بتفتيش الحقيبة التي تخلى عنها الإرهابيان عثروا على قنبلة يدوية ومفرقعات وجوازي سفر وخريطة وكتاب حرب العصابات.
صابر المكشر
                                                                           الصباح 2012/04/24

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق