2012/02/24


راشد الغنوشي والقيادة الجديدة للنهضة في مؤتمر صحفي

أطراف تحاول افتعال صدام بين النهضة واتحاد الشغل


لا للعقوبات البدنية للصحفيين ـ اتهم رئيس حزب النهضة السيد راشد الغنوشي " اطرافا" ـ لم يسمها ـ بـ"محاولة افتعال صدام بين الاطراف السياسية والاجتماعية بينها النهضة واتحاد الشغل الى جانب محاولة اجهاض أول تجربة ناجحة للائتلاف السياسي والحكومية بين حزب اسلامي وسطي مدني معتدل واحزاب سياسية علمانية ".
واعتبر الغنوشي ـ في مؤتمر صحفي عقده في مقر الحركة بأريانة بحضور عدد من أعضاء التشكيلة الجديدة للمكتب التنفيذي ـ أن الاتحاد العام التونسي للشغل " منظمة وطنية لها تاريخ مشرف نحن حريصون على ان تحافظ على دورها الوطني..
والوضع الطبيعي أن تكون بين الاتحاد والاحزاب وقوى المجتمع المدني علاقات تعاون وشراكة".. واضاف الغنوشي قائلا :"حركتنا حصلت على حوالي نصف الاصوات واعضاؤنا منخرطون في الاتحاد في كل الجهات والقطاعات ".
وقلل الغنوشي من مصداقية الاتهامات التي وجهت الى عناصر من حزب النهضة بإلقاء كميات من الفضلات أمام مقرات الاتحاد.. وهذه الاتهامات وراءها "اطراف تدفع الى التصادم والاستقطاب بين الحكومة والنهضة وبين الحكومة الائتلافية والاتحاد ".

رفض العقاب البدني

وتعقيبا على عدد من الاسئلة الخاصة بملف الاعلام اورد السيد راشد الغنوشي أن " حركة النهضة كانت ولا تزال مع حرية الصحافة ومع استقلاليتها وهي ترفض اعلام المديح و"التبندير" لكنها ترفض في نفس الوقت اعلام " الهجاء " و"السب" والتهجم..
وتعقيبا على محاكمة مدير جريدة "التونسية" واثنين من زملائه ذكر الغنوشي ان حركته تعارض كل أشكال "العقوبات البدنية على الصحفيين " وترفض سجن اي صحفي او مدير مؤسسة اعلامية مهما كانت الاخطاء التي يحاسب عليها من قبل القضاء. ودعا الغنوشي الى احترام استقلالية القضاء والعمل على ان تزداد استقلاليته ومصداقيته.. واعتبر أن من تعرض الى مظلمة يحق له ان يلجا الى القضاء سواء كان صحفيا او مواطنا عاديا.

السلفية والسلفيون في تونس

وما هو رأي قيادة حركة النهضة في انتشار ظاهرة "السلفية" و"السلفيين" في تونس ؟

ردا على هذا السؤال أورد الغنوشي أن "كل المسلمين سلفيون إذا كان المقصود انهم يقدسون ما ورد في الكتاب والسنة ويحترمون السلف الصالح للامة. أما إذا كان المقصود "المعروفون بالسلفيين النشطين" فينبغي التمييز بين المسالمين والمعتدلين منهم ومن يكفر الاخرين ويتبنى العنف والمواقف المتطرفة"..
وهنا استطرد الغنوشي قائلا: "الجميع ينبغي ان يقف ضد العنف والتوسل بالعنف لفرض فكرة.. وفي كل الحالات فان السبيل الافضل معهم ومع غيرهم هو الحوار الهادئ وتجنب الصدام".

"متطرفون علمانيون أيضا"

وماذا عن قضية الداعية المصري وجدي غنيم التي اثارت ضجة وظفها "سلفيون" لصالحهم ؟

الغنوشي اعتبر أن السبب في هذه الضجة هو "الفراغ الديني في تونس الذي استفحل منذ الاستقلال.. وبذلك اصبحت تونس منطقة منخفضة تأتيها الرياح من كل صوب.. وبسبب هذا الفقر الديني برز دعاة للعنف باسم التدين والسلف الصالح كما برزت ظاهرة "التطرف العلماني" ايضا والذي ايده بعض المتطرفين العلمانيين الذين يجرمون التدين".

المؤتمر القادم للحركة

وبالنسبة إلى المؤتمر القادم لحركة النهضة اورد الغنوشي انه قرر أن لا يكون من بين المترشحين لرئاسة الحركة وفاء لالتزام سبق ان قدمه في المؤتمر الماضي.. لكن المؤتمر سيكون سيد نفسه. وتوقع الغنوشي ان يكون هذا المؤتمر في مستوى المستجدات التي تشهدها تونس بعد الثورة وبعد عقود من القمع للنشطاء السياسيين والاسلاميين. وان يدعم هذا المؤتمر "الحكومة الائتلافية كخيار استراتيجي باعتبارها جزءا من راس مال الثورة التونسية لأنها اثمرت ائتلافا بين حزب اسلامي وحزبين ينسبان الى العلمانية والحداثة. والوفاق بين الاسلاميين والعلمانيين المعتدلين اصبح اليوم جزءا من الراس مال الرمزي للثورة ".

كمال بن يونس
الصباح - تونس في يوم   الجمعة 24 فيفري 2012




إضافة تسمية توضيحية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق