2012/10/25

رفع اضراب الجوع بـ«دار الصباح» عندما تتغلب لغة التعقل والحكمة

رفع اضراب الجوع بـ«دار الصباح» عندما تتغلب لغة التعقل والحكمة
رفع أبناء "دار الصباح" المضربون عن الطعام اضرابهم في الليلة الفاصلة بين يومي الاثنين
والثلاثاء الماضيين، بعد جلسة تفاوض جمعت يوم الاثنين رئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي بالسيد حسين العباسي الأمين العام لاتحاد الشغل والسيدة وداد بوشماوي رئيسة منظمة الأعراف، وأبدى خلالها رئيس الحكومة تفهما لمطالب أبناء "دار الصباح" وعبر عن استعداده للتعامل معها بإيجابية.
وإن هذا الموقف لرئيس الحكومة غير مستغرب، بل يندرج في نطاق ما عرف عنه شخصيا من التزام باحترام حرية الكلمة والتعبير، وهو الذي سبق له أن تعهد في جانفي الماضي باعتماد مبدإ التشاور في خصوص التعيينات على رأس المؤسسات الاعلامية العمومية.
وهكذا فإن هذه الأزمة عرفت أخيرا طريقها الى الانفراج بعد أن تواصلت على امتداد شهرين كاملين وقف فيها اتحاد الشغل ونقابة الصحفيين التونسيين الى جانب أبناء "دار الصباح" وقفة مشرفة ودعما مطالبهم المشروعة دعما تاما، كما أظهر فيها أبناء الدار تضامنا ولحمة قليلة النظير لأنهم كانوا مؤمنين بعدالة قضيتهم المرتكزة على ثلاثة محاور هي:
ـ أولا: المحافظة على استقلالية الخط التحريري لمؤسستهــم والنأي بها عن كل التجاذبات السياسية في البــــلاد حتى تقدم للقارئ اعلاما حياديا مهنـــــيا ومتزنــــا.
 ـ ثانيا: رفع مظلمة الوضعيات المهنية الهشة التي يعاني منها عدد كبير من الصحفيين والتقنيين الشبان منذ سنوات طويلة، وهي مظلمة لا يمكن السكوت عنها بعد الثورة، فلا يمكن أن يطلب من الصحفي أن يبدع وأن يكون مستقلا ومهنيا وخادما للحقيقة والصالح العام وهو جائع في بطنه ولا يتمتع بأية ضمانات حول مستقبله المهني والعائلي والاجتماعي.
ـ ثالثا: رفع مظلمة سلطت على أسرة "دار الصباح" منذ نهاية التسعينات الى حدود 2009 تمثلت في حرمانهم خلال العهد البائد المتميز بعنهجية بعض أصحاب المؤسسات واستغلالهم لوضع "اللاقانون" في البلاد ومباركة السلطة حرمانهم من حقوق شرعية لا غبار عليها ضمنها لهم قانون الشغل والاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة وهي التدرج المهني الآلي ومنحة الانتاج.
فخلاصة ذلك ان نضال أبناء "دار الصباح" لم يكن وراءه ـ كما أراد البعض التسويق له ـ أية خلفية سياسية، وإن ما حدث من تغليب لصوت العقل والحكمة، يشرّف رئيس الحكومة.

* جريدة الصباح: يوم 24 أكتوبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق