"واقعة "البطحاء":
إعتداء بالعنف على نقابيّين.. و"رابطة حماية الثورة بتونس الكبرى" في قفص الإتهام
|
العباسي: "حشاد اغتيل مرتين - "..النهضة تدين .. التكتل "ينتفض"..ودعوات للتهدئة - لم يكن من المتوقع ان تحصد ساحة محمد علي بالعاصمة امس كل تلك الاجواء المشحونة بالعنف بين النقابيين وبين عناصر من رابطة حماية الثورة لتونس الكبرى .
|
وفي خضم الأحداث الحاصلة اعتبر الأمين العام للاتحاد حسين العباسي في ندوة صحفية طارئة بالمقر "ان الاتحاد لن يسكت على هذا الاعتداء وانه مستعد لكل الاحتمالات " مضيفا ان الاعتداء الحاصل اليوم هو بمثابة الاغتيال الثاني لفرحات حشاد. محذرا في ذات السياق من غضب الاتحاد الذي لن يسكت على الاعتداءات الحاصلة عليه.
ولم يخف العباسي استغرابه من هذا السلوك العنيف الذي ياتي في وقت كانت فيه الوفود النقابية والحكومية تمضي اتفاقات في الزيادة في الاجور.
من جهته اكد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل حفيظ حفيظ في تصريح لـ"الصباح" انه تعرض الى عنف شديد على مستوى الوجه بعد ان انهال عليه ثلاثة شبان بالضرب على مستوى الوجه والبطن" مؤكدا في ذات الاطار "ان الامن وكعادته اتى بعد ان كادت تزهق بعض الارواح في البطحاء."
وأعلن حفيظ " أن أمينين عامين مساعدين وهما سمير الشفي و مولدي الجندوبي بالاضافة الى عدد آخر من النقابيين تعرضوا للإعتداء بالضرب بالحجارة وآلات حادة من طرف رابطات حماية الثورة .
ولم ينف حفيظ الصيغة "التنظيمية" لمن وصفهم "بالميليشيات" مضيفـــا انهــــا " نفذت الإعتداء أمام مقر الإتحاد العام التونسي للشغل خلال إحياء الذكرى 60 لإغتيال الزعيم فرحات حشاد وبالتزامن مع إمضاء إتفاق الزيادة في الأجور في القطاعين العام والخاص".
وكان المكتب التنفيذي للاتحاد قد اجتمع بصفة طارئة أمس للنظر في مسالة خروج المسيرة من بطحاء محمد علي من عدمها وقد خير المجتمعون الشارع وقد اتجهت المسيرة الى القصبة حيث تم رميها بالحجارة لردعها علىالوصول الى ضريح الشهيد غير ان النقابيين واصلوا مسيرتهم غير عابئين بما يحصل .
ويذكر ان المكتب التنفيذي للمنظمة دعا الى اجتماع ثان للاتحاد للتباحث وتحديد اشكال الرد المناسبة لما تعرض له المقر امس من اعتداءات حسب ما صرح به الكاتب العام لنقابة العدليـة محمد على العمدونــي .
وقد نقل موقع "بناء نيوز" على موقعه الالكتروني فيديو اكد من خلاله المحتجون على سياسية الاتحاد انهم تعرضوا الى العنف من قبل عناصر نقابية.
النهضة تدين
من جهتها ادانت حركة النهضة في بيان لها تعرض المتظاهرين الى العنف داعية في ذات الاطار الى "اخلاء مقرات المنظمات الوطنية من وسائل العنف.
ولم يفت الحركة دعوة الجميع الى ضبط النفس محيية المناضلين الذين ساهموا في منع اتساع هذا التشنج بعد اعتداء عدد من الميليشيات بالعصي والحجارة والغاز المشل للحركة على متظاهرين سلميين جاؤوا للمشاركة في إحياء ذكرى اغتيال الشهيد فرحات حشاد
التكتل ينتفض
ومن جانبه اصدر حزب التكتل بيانا اكد فيه على ان "الاعتداء الحاصل على الاتحاد هو اعتداء على كل التونسيين واضاف إن اختيار هذا اليوم الأغر الذي حدده الشغالون لإحياء ذكرى اغتيال زعيم تونس و أحد رموزها الكبار فرحات حشاد يعتبر استفزازا مبرمجا لا يمكن لمناضلي و مناضلات حزبنا قبوله أو غض الطرف عنه."
واكد البيان الممضى من قبل الناطق الرسمي للتكتل محمد بنور " ان الحزب يحمّل السلط الأمنية مسؤولية رفع اللثام عن المعتدين وحل كامل لجانهم التي زرعت و تزرع التفرقة والفوضى في البلاد في وقت تحتاج فيه تونس إلى جمع الصفوف و الالتفاف حول الوطن - وطن الجميع - لبلوغ شاطئ السلام و الخروج من حالة التوتر والاحتقان" .
وقد كانت العلاقة بين الاتحاد واحزاب الترويكا قد عرفت توترا خلال شهر فيفري الماضي على خلفية اغراق بعض مقرات الاتحاد بالنفايات المنزلية من قبل انصار الاحزاب الحاكمة على حد التهم التي وجهها وقتها الامين العام المساعد سامي الطاهري
الصباح 2012/12/04
|
بلاغ من الاتحاد العام التونسي للشغل:
إثر أحداث يوم الإحتفال بذكرى إغتيال الشهيد فرحات حشاد
في الوقت الذي كان يستعد فيه النقابيون والعمال لإحياء الذكرى الستين لاغتيال مؤسّس الاتحاد الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد، الذي ضحّى بدمه من أجل إنعتاق شعبنا الأبي ووطننا العزيز، تهاجم مجموعة من المليشيات النهضوية مقرّ الإتحاد المركزي متسلّحة بالحجارة والسيوف وقوارير الغاز المشلّة للحركة قبل ثلاث ساعات من موعد المسيرة المقرّرة في اتجاه ضريح حشاد بالقصبة، رافعة شعار المطالبة بحلّ الاتحاد، أردفتها باعتداء بهذه الوسائل الاجرامية على من كان حاضرا من عمال ونقابيين حيث طال الاعتداء بعض أعضاء القيادة النقابية، ممّا خلّف أضرارا بدنية جسيمة، تطلّب نقل البعض منهم إلى المستشفى، كما تعرّضت نوافذ مكتب الأمين العام وصور الزعيم فرحات حشاد للتهشيم ممّا زرع الفوضى في بطحاء محمد علي قبل أن يتدخّل البعض من أفراد الأمن. بعد ذلك تحوّلت هذه المجموعات إلى ضريح الشهيد بالقصبة وحاصرته وفرضت على حارسه غلقه في وجه النقابيين، ممّا أخّر تلاوة الفاتحة على روح حشاد أكثر من ساعة، كانت خلالها هذه المليشيات تردّد الشعارات المعادية للاتحاد.
والمكتب التنفيذي الوطني المجتمع مساء الثلاثاء 04 ديسمبر 2012، بشكل طارئ لمتابعة هذه التطورات الخطيرة، إذ يسجّل أن هذا الاعتداء يشكّل منعرجا خطيرا في الحياة العامة بالبلاد التي باتت مهدّدة بعنف المجموعات المنظمة الموالية للحكومة على غرار ما يسمى " بلجان حماية الثورة "، فإنه يتوجّه إلى كافة أفراد الشعب التونسي ولكلّ مكوّناته وفئاته منبّها إلى أنّ سياسة الحشد والتحريض على الاتحاد تجاوزت كلّ الحدود ووصلت إلى حدّ التخطيط والتنفيذ لاستهداف مقرّاته ومناضليه، ممّا يؤشّر لسعيهم إدخال البلاد في نفق مظلم يسوده العنف والإرهاب.
والمكتب التنفيذي الوطني إذ يعبّر عن:
1- مواساته لكافة النقابيين والعمال الذين تعرّضوا إلى العدوان البشع من طرف المليشيات النهضوية المجرمة ممّا خلّف لهم أضرار جسيمة.
2- شكره لكلّ مكوّنات المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات وأحزاب وشخصيات وطنية الذين عبّروا عن تضامنهم مع إتحاد حشاد العظيم.
فإنّه يقرّر دعوة الهيئة الإدارية الوطنية للاجتماع بشكل استثنائي غدا الأربعاء 05 ديسمبر 2012 لاتخاذ القرارات الملائمة للردّ على هذا العدوان الهمجي.
عن المكتب التنفيذي الوطني